يمثل13 يوليو 2024 تاريخًا حاسمًا بالنسبة لشمال غرب سوريا. ففي هذا التاريخ سينتهي اتفاق استمرار العمليات الإنسانية عبر معبر باب الهوى، والذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات ثنائية مطولة بين النظام السوري والأمم المتحدة. ويجب تمديد هذا الاتفاق، الذي يستمر لمدة ستة أشهر فقط في كل مرة يتم تجديده فيها، مرة أخرى لتجنب أي انقطاع في المساعدات الحيوية. إن هذا الوضع المتكرر يعرض مستقبل ملايين السوريين الذين يعانون بالفعل من أزمات إنسانية واقتصادية مستمرة للخطر.
الأهمية الحيوية لممر باب الهوى
باب الهوى أكثر بكثير من مجرد نقطة عبور، فهو شريان حياة لأكثر من 4.2 مليون شخص محتاج في شمال غرب سوريا. إن البرامج والخدمات الإنسانية التي تمر عبر هذا الممر ضرورية لضمان بقاء هؤلاء الأشخاص على قيد الحياة. ويعتمد الغذاء والأدوية والمأوى والخدمات الصحية الأساسية على هذا الممر للوصول إلى من هم في أمس الحاجة إليها.
أزمات متعددة وآمال زائلة
لا يزال الوضع في سوريا كارثيًا. فالأزمات الإنسانية والاقتصادية مستمرة، مما يزيد من سوء الحياة اليومية للسكان. وتتلاشى آمال العودة لملايين النازحين السوريين يوماً بعد يوم، في حين تبدو الحلول السياسية معرضة للخطر بشكل متزايد. وقد أثرت التخفيضات في الميزانية على العديد من المشاريع الإنسانية، مما قلل بشكل كبير من قدرة المساعدات على الأرض. هذا الواقع يزيد من أهمية الحفاظ على آلية إيصال المساعدات عبر باب الهوى.
نحن في مؤسسة “مهاد” نرى التأثير المباشر لهذه المساعدات على الأرض كل يوم. لا يمكن لبرامجنا، التي توفر الرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي، أن تعمل دون الوصول الآمن والمنتظم إلى السكان. لذلك ندعو إلى اتخاذ إجراءات فورية ومتضافرة للحفاظ على هذا الممر الإنساني.
الأولوية للمساعدات الإنسانية
من الضروري فصل المساعدات الإنسانية عن المصالح الدولية والقرارات السياسية. فبقاء ملايين السوريين على قيد الحياة يعتمد عليها. يجب أن يبقى ممر باب الهوى مفتوحاً وجاهزاً للعمل، بعيداً عن التأثيرات الجيوسياسية التي تضر بمهمته.