الأمراض المزمنة: تحدٍ حقيقي للصحة اليومية
في ظروف الحرب، تجد العديد من الهيئات الطبية صعوبة في توفير خدمات صحية مناسبة، خاصة لعلاج الأمراض المزمنة مثل التلاسيميا، النزيف، سرطان الدم والفشل الكلوي. أصبح الحصول على العلاج لهذه الأمراض، الذي يتطلب غالباً عمليات نقل دم أو رعاية خاصة، عبئاً ثقيلاً على السكان. ففي سوريا، على سبيل المثال، فقدنا ما بين 1.5 إلى 2 مليون شخص مصاب بهذه الأمراض منذ بداية الحرب، نتيجة لعدم تلقيهم الرعاية المناسبة.
إعادة تأهيل مستشفى الرقة الوطني في سوريا: دعم حيوي للمنطقة
منذ يوليو 2020، تدعم مهاد مشروع إعادة تأهيل مستشفى الرقة الوطني، الذي يشمل مختبر طبي، مركز الأشعة وعلاج التلاسيميا، بالإضافة إلى بنك الدم. يهدف المشروع إلى تحسين وصول المرضى المصابين بالأمراض المزمنة إلى الخدمات الصحية اللازمة.
بنك الدم
بالنسبة لسكان سوريا، أصبح الحصول على الرعاية الطبية للأمراض التي تتطلب نقل الدم أو علاج خاص عبئاً ثقيلاً، مما يزيد من خطر حدوث مضاعفات خطيرة.
يوفر بنك الدم المجدد أنواعاً متعددة من مكونات الدم للمستشفيات، مثل الكريات الحمراء والبلازما، ويتم تخزينها في ظروف خاصة وفقاً لاحتياجاتها.
كل شهر، يساهم أكثر من 930 متبرعاً في جمع حوالي 1390 وحدة دموية، مما يوفر مصدراً حيوياً للمستشفيات ويعزز قدرتها على تقديم الرعاية اللازمة.
التلاسيميا
أن أعراض التلاسيميا متنوعة وشديدة، مثل التعب الشديد، ضيق التنفس، تضخم الكبد والطحال، التشوهات العظمية، وزيادة الحساسية للعدوى، وغيرها. تُعد عمليات نقل الدم أمراً حيوياً للحالات الخطيرة.
تعمل مهاد على تحديد خطورة المرض لتوفير العلاج المناسب، بما في ذلك نقل الدم والعلاج الخاص (الاستخلاب)، وذلك للوقاية من فقر الدم الحاد والتقليل من الأضرار الناتجة عن تراكم الحديد في الجسم.
كل عام، تقدم مصلحة التلاسيميا التابعة لنا عمليات نقل دم لـ 327 مريضاً، منهم 280 طفلاً، بمعدل 2.6 زيارة لكل مريض. كما استفاد 226 مريضاً أيضاً من العلاج لتنظيم مستوى الحديد في الدم.
غسيل الكلى
تدعم مهاد 4 وحدات لغسيل الكلى في شمال شرق سوريا. في وحدة تصفية الدم بكوباني، يقوم الطبيب الداخلي بتشخيص وعلاج المرضى المصابين بالفشل الكلوي. يعمل ثلاثة ممرضين مدربين في الإجراءات القياسية على مراقبة جلسات غسيل الكلى، سواء كانت مبرمجة أو عاجلة.
من أجل تقليل المخاطر والمضاعفات أثناء جلسات غسيل الكلى، قامت مهاد بوضع إجراءات وقاية من العدوى ومراقبتها، مما يساعد الفرق الطبية في الوحدات الأربعة المدعومة على إدارة الجلسات بشكل أكثر كفاءة.
تم أيضاً وضع متابعة طبية مخصصة للمرضى بهدف منع مضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، وأمراض القلب الإقفارية لدى المرضى الذين يخضعون لجلسات غسيل الكلى.
نحقق سنويًا أكثر من 12.785 جلسة غسيل كلى لصالح 334 مريضاً.
محمد: قصة كفاح طفل ضد التلاسيميا على مدى 7 سنوات
محمد، طفل في الثامنة من عمره، أمضى أكثر من سبع سنوات من حياته في معركة شجاعة مع مرض التلاسيميا وهشاشة العظام. رغم الألم والصعوبات، لم تفارق الابتسامة وجهه، ولم تخفت أحلامه.
يتلقى محمد الرعاية في مركز علاج التلاسيميا التابع لمنظمة مهـاد في مدينة الرقة. هنا، وسط تحديات الحياة، وجد محمد وعائلته بارقة أمل. تقدم مهـاد الأدوية اللازمة لعلاجه، بالإضافة إلى الدعم النفسي.
مثل أي طفل في عمره، يحمل محمد أحلاماً كبيرة. يحلم بالشفاء يوماً ما، ويحلم أيضاً بأن يصبح مهندساً ليساهم في إعادة بناء وطنه، الذي دمرته الحرب. بإرادة لا تعرف الانكسار، يرى مستقبلاً مليئاً بالفرص، حيث يمكنه تحويل الألم إلى قوة، والمعاناة إلى أمل.