لأكثر من عقد من الزمان، كانت سوريا مسرحاً لصراع قلب حياة الملايين من الناس رأساً على عقب. واليوم، أصبح ثلث السكان السوريين نازحين داخلياً ويعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر ويعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. ويواجه هؤلاء النازحون، الذين يتركزون بشكل رئيسي في شمال غرب سوريا، تحديات يومية، لا سيما فيما يتعلق بالحصول على مياه الشرب والصرف الصحي والخدمات الصحية الأساسية.
وضع إنساني ينذر بالخطر
الوضع الإنساني في سوريا مقلق للغاية. فوفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، تستمر الاحتياجات الإنسانية في النمو بمعدل ينذر بالخطر. فبدون زيادة التمويل والتدخل السريع، فإن ما يقرب من 200 مخيم للنازحين في شمال غرب سوريا معرضون لخطر فقدان إمكانية الوصول إلى البنى التحتية للمياه والصرف الصحي. ويعرض هذا الوضع صحة وكرامة مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعتمدون على هذه الخدمات للبقاء على قيد الحياة للخطر.
عمل منظمة “مهاد” في الميدان
بالإضافة إلى عملياتنا في حالات الطوارئ، تدير منظمة مهد مشروعاً في شمال غرب سوريا لتحسين تغذية الأمهات والرضع والأطفال الصغار. يهدف هذا البرنامج، الذي يتخذ من مستشفى الشهباء مقراً له، إلى تعزيز المعرفة والممارسات التغذوية مع توفير رعاية مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات السكان.
وبالإضافة إلى الجانب التغذوي، نقوم بدمج نهج شامل يشمل الصحة النفسية والاجتماعية والعاطفية للأسر. ولا يقتصر الهدف من ذلك على الوقاية من سوء التغذية فحسب، بل يهدف أيضاً إلى تعزيز النمو المتناسق للأطفال، مع مراعاة جميع جوانب رفاهيتهم.