يصادف 16 سبتمبر/أيلولالذكرى العاشرة لصراع مميت ومنسي إلى حد كبير: الحرب في اليمن. فعلى مدار عقد من الزمن، عانت البلاد من ويلات الحرب المدمرة التي أغرقت سكانها في أزمة إنسانية غير مسبوقة. واليوم، يحتاج 18.2 مليون شخص– أي واحد من كل يمنيَين اثنين – إلى مساعدات إنسانية عاجلة، ولا يستطيع17.6 مليون شخص إطعام أنفسهم بشكل صحيح. ويعاني طفل من كل طفلين دون سن الخامسة من التقزم.
وتتفاقم هذه التحديات بسبب الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات وانفجار حالات الكوليرا. ويؤدي استمرار انعدام الأمن إلى تعقيد العمل الإنساني، مع خطر الاختطاف والهجمات المنتظمة. وفي مواجهة هذا الوضع، تعمل منظمة “مهاد” على تعزيز القدرات المحلية، لا سيما من خلال برامج التدريب المصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات الطارئة.
في هذا السياق الصعب، حيث يوشك نظام الرعاية الصحية على الانهيار، بادرت منظمة “مهاد” إلى تعزيز القدرات المحلية من خلال إطلاق برامج تدريبية مصممة خصيصًا. وقد صُممت هذه المبادرات لمواجهة التحديات الحالية على أرض الواقع، لا سيما في عدن، حيث يتم تدريب فرقنا الطبية على إدارة الإصابات الجماعيةوحالات الطوارئ الطبية بشكل أفضل .
التدريب الأساسي للعاملين الصحيين المحليين
تحت إشراف الدكتور بيير كاتوار، طبيب الطوارئ والمنسق الطبي في منظمة “مهاد”، تم تنظيم تدريب مكثف مؤخرًا في عدن. وقد ركز التدريب على إدارة حالات الطوارئ الكبرى، ولا سيما التحضير للإصابات الجماعية والرعاية الطارئة وفرز الضحايا.
وجمعت الدورة أطباء وفنيي جراحة وممرضين بهدف تزويدهم بالمهارات التي يحتاجونها للتدخل بفعالية في حالات الأزمات. تعلم المشاركون كيفية إدارة الإصابات الجماعية من خلال اعتماد استراتيجيات للتعامل مع أعداد كبيرة من المصابين. كما تم تدريبهم أيضاً على تحديد وتصنيف الضحايا وفقاً لخطورة إصاباتهم من أجل تحديد أولويات التدخلات. وأخيراً، مكنهم التدريب من إتقان الإجراءات الأساسيةوبروتوكولات الاستجابة في حالة حدوث أزمة صحية كبيرة.
تُعد برامجنا، مثل هذا التدريب الذي قاده الدكتور بيير كاتوار، جزءًا لا يتجزأ من مهمة التدخل في اليمن. إن تدريب ودعم وتمكين العاملين المحليين في مجال الرعاية الصحية هو في صميم استراتيجيتنا لتلبية الاحتياجات الصحية الهائلة للبلاد.