منذ بداية النزاع في سوريا، تضرر السكان المدنيون بشدة وواجهوا صعوبات لا يمكن التغلب عليها في الحصول على الموارد الأساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الطبية والمأوى. وقد نزح الملايين من الناس داخل البلاد بحثاً عن ملجأ ومساعدة إنسانية.
باب الهوى هو الطريق الاستراتيجي على الحدود التركية السورية. وهو طريق حيوي تصل من خلاله المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الإمدادات الطبية ومعدات الطوارئ، إلى الأشخاص المتضررين من القتال والأزمات الإنسانية في سوريا.
الفيتو الروسي على تجديد المساعدات عبر الحدود إلى إدلب
في 12 يوليو/تموز 2023، اتخذت روسيا الخطوة المثيرة للجدل المتمثلة في استخدام حق النقضمرة أخرى ضد تجديد المساعدات عبر الحدود إلى سوريا من خلال إغلاق ممر باب الهوى.
ومنذ عام 2014، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في عدة مناسبات لعرقلة قرارات كان من شأنها أن تسمح باستمرار العمليات الإنسانية الحيوية أو توسيع نطاقها لتشمل المناطق المتضررة من النزاع في سوريا.
وكان للفيتو الروسي في مجلس الأمن تأثير مدمر على وصول المساعدات الإنسانية في سوريا. فمن خلال منع اعتماد القرارات التي كان من شأنها أن تسمح بمرور المساعدات عبر معبر باب الهوى، قيّدت روسيا إيصال الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية الأخرى إلى المناطق المنكوبة.
وغالباً ما تُعزى أسباب استخدام روسيا لحق النقض في مجلس الأمن إلى اعتبارات جيوسياسية. فروسيا، كداعم للحكومة السورية، سعت إلى حماية مصالحها في المنطقة وتعزيز موقفها في المفاوضات السياسية المتعلقة بمستقبل سوريا.
حقوق الطبع والنشر محمد دعبول
دعوة المجتمع الدولي إلى إنشاء آلية للمساعدات الإنسانيةعبر الحدود
نظراً لحجم الاحتياجات الإنسانية في سوريا والتحديات المستمرة لإيصال المساعدات بشكل آمن وفعال، يدعو المجتمع الدوليإلى إنشاء آلية دائمة للمساعدات الإنسانية عبر الحدود في شمال غرب البلاد. ومن شأن هذه الآلية أن تجعل من الممكن التغلب على العقبات السياسية والأمنية التي غالباً ما تعيق تقديم المساعدات الحيوية للمدنيين في مناطق النزاع.
إن المجتمع الدولي مدعو، من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى دعم هذه المبادرة لضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المستضعفين في سوريا.
ووفقاً لأحدث بيانات الأمم المتحدة، فإن الوضع الإنساني في شمال غرب سوريا ينذر بالخطر. فحوالي أربعة ملايين شخص، معظمهم من النساء والأطفال، يعتمدون بشكل يائس على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، بعد أن عانوا سنوات من الصراع والصدمات الاقتصادية والأوبئة والفقر المتزايد، وتفاقم ذلك بسبب الزلازل المدمرة.
“نحن نواجه سيناريو قاتم يتمثل في حرمان جزء من السكان من المساعدات، في وقت يكون فيه الناس في أمس الحاجة إليها”. وكالة الأمم المتحدة
يجب الحفاظ علىممر باب الهوىالإنساني كطريق حيوي لإيصال المساعدات والتضامن مع الناس المنكوبين، من أجل استعادة ما يشبه الأمل والكرامة في هذه الأوقات العصيبة.
#تعالوا_مع_سوريا: دعونا نفتح الطريق لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الأزمة الإنسانية.