في مواجهة العنف المتصاعد في شمال سوريا، وضعت منظمة “مهاد” غير الحكومية خطة عمل لتلبية الاحتياجات الصحية للأشخاص المتضررين. فمنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني، نزح أكثر من 115,000 شخص نتيجة للقصف المكثف، مما أدى إلى وضع كارثي في منطقتي حلب وإدلب. ويدعو مهاد الآن الجهات المانحة إلى دعم جهوده.
حالة طوارئ مطلقة
وقد أدت الهجمات الأخيرة إلى زعزعة البنية التحتية الأساسية بشكل خطير: فقد تم تدمير المدارس والمستشفيات والأسواق، مما جعل الوصول إلى الخدمات الأساسية شبه مستحيل.
وقد أسفرت الغارات الجوية التي تجاوزت الـ 500 غارة جوية عن مقتل أكثر من 100 مدني وإصابة أكثر من 350 آخرين، ثلثاهم من النساء والأطفال. وتؤدي عمليات النزوح الجماعي للسكان، إلى جانب انعدام الأمن الشديد، إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
خطة العمل التشغيلية لمهاد
واستجابةً لهذا الوضع المأساوي، حدّد مهاد خمس أولويات استراتيجية:
تعزيز البنية التحتية الصحية في إدلب:
تخطط منظمة مهَد لتوفير المستلزمات الطبية والأدوية الأساسية والمعدات للمستشفيات التي تم تحديدها كأولوية، بهدف تلبية الاحتياجات الحرجة للسكان المحليين.
نشر عيادات متنقلة للنازحين:
نخطط لنشر ثلاث عيادات متنقلة في حارم، في المناطق ذات الكثافة العالية من النازحين داخليًا. ستوفر هذه الوحدات المتنقلة استشارات طبية عامة، وخدمات تغذية للأطفال، ورعاية ما قبل الولادة للنساء الحوامل. ستساعد هذه التدخلات في الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفًا التي تعيش في ملاجئ مؤقتة.
تشجيع عودة الكوادر الطبية إلى حلب:
يُعتبر نقص الكوادر الطبية في حلب مصدر قلق كبير. ولحل هذه المشكلة، تسعى مهَد إلى تشجيع العاملين في القطاع الصحي بحلب على العودة للعمل في النظام الصحي في ظل ظروف ملائمة.
تعزيز خدمات الأم والطفل:
يجب تقديم دعم إضافي للمستشفيات الخاصة بالأمهات في المناطق ذات الكثافة العالية من النازحين لضمان تقديم الرعاية المناسبة للأمهات والأطفال المحتاجين. تخطط مهَد لدعم مستشفى الأم والطفل في حارم لمدة ستة أشهر.
فتح مركزين صحيين جديدين في إدلب وحماة:
في المناطق التي تم تحريرها مؤخرًا من سيطرة النظام، حيث يُتوقع عودة كبيرة للنازحين، تهدف مهَد إلى إنشاء مراكز صحية ثانوية. ستقدم هذه المراكز رعاية جراحية أساسية، واستشارات متخصصة، وعلاجات طارئة لتلبية الاحتياجات الفورية للسكان العائدين. ستساهم هذه التدخلات بشكل مباشر في خفض معدلات الوفيات في هذه المناطق الريفية المعزولة.
دعوة للتضامن
ولتنفيذ خطة الطوارئ هذه، تدعو “مهاد” الجهات المانحة والشركاء إلى العمل معاً. إن سد الثغرات المالية أمر بالغ الأهمية لإنقاذ الأرواح.
ولكن في هذه الأثناء، فإن دعمكم ضروري إذا أردنا معالجة هذه الحالة الطارئة! كل تبرع يُحدث فرقاً ويوفر مساعدة كبيرة لأعمالنا على الأرض. معًا، يمكننا أن نحدث تأثيرًا كبيرًا في هذه الأزمة الإنسانية: شكرًا لكم مقدمًا على دعمكم!