في يوم الثلاثاء 6 سبتمبر/أيلول 2023، وفي فصل مأساوي آخر من فصول الأزمة الإنسانية في سوريا، أصبحت قرية جبل الزاوية في منطقة إدلب مسرحاً لحملة قصف لا ترحم من قبل النظام السوري. بالأمس، أمطرتأكثر من ألف صاروخ وقذيفة هاون على المنطقة التي دمرتها الحرب منذ سنوات، مما أجبر العديد من السكان على الفرار من منازلهم هرباً من هول العنف العشوائي.
حقوق الطبع والنشر محمد دعبول
كثف النظام السوري منذ أشهر جهوده لاستعادة السيطرة على جبل الزاوية والقرى المحيطة به، معرضاً حياة آلاف المدنيين الأبرياء للخطر.وقد أجبر العنف غير المسبوق لهذا القصف السكان على الفرار بشكل جماعي، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي كانت في الأصل أزمة إنسانية بائسة في المنطقة.
النزوح القسري المتكرر: كابوس للعائلات التي نزحت بالفعل منذ عامين.
من المحزن أن سكان جبل الزاوية على دراية بالتجربة المؤلمة للتهجير القسري. فمنذ حوالي عامين، أُجبر العديد منهم على مغادرة قراهم هربًا من ويلات العنف والقصف. وقد عانوا ظروفًا محفوفة بالمخاطر في مخيمات النزوح، ثم تمكن بعضهم أخيرًا، من خلال المثابرة، من العودة إلى قراهم الأصلية بحثًا عن بعض مظاهر الاستقرار.
ومع ذلك، يعيش هؤلاء المدنيون اليوم في قلق دائم، غير قادرين على التنبؤ بموعد سقوط وابل آخر من القنابل على منازلهم. وهناك خوف دائم يطاردهم: أن ينشر النظام السوري باليه العنف المشؤوم في مناطق جديدة. وينبع هذا التخوف من التقدم المقلق للقوات الحكومية في العديد من المناطق التي كانت تعتبر آمنة نسبيًا في السابق، والتي باتت مهددة يومًا بعد يوم بسيطرة وشيكة لقوات النظام.
حقوق الطبع والنشر محمد دعبول
نداء المجتمع الدولي: لماذا حان الوقت للعمل على إنهاء الأزمة في شمال سوريا
يجب أن يعي العالم بأسره المأساة الصامتة التي تتكشف في جبل الزاوية وبشكل عام في شمال سوريا. لا يزال المدنيون السوريون يدفعون ثمن الحرب، وهم عالقون في مرمى النيران بين مختلف القوى، دون ضمانات للأمن أو الاستقرار.
ومع استمرار الأزمة في سوريا، من الضروري أن نتذكر أن وراء كل إحصائية تكمن أرواح محطمة وقصص شجاعة. يستحق سكان جبل الزاوية مستقبلاً أفضل، خالٍ من الإرهاب والعنف. إن الأجيال الحالية والمستقبلية هي التي لا تزال تتعرض للتضحية. لقد حان الوقت ليقف العالم ويضع حداً لهذه الكارثة الإنسانية التي لا تنتهي.