في عام 2024، كان الوضع الإنساني في سوريا هو الأسوأ منذ بداية النزاع في عام 2011. فقد تركت الحرب التي دامت أكثر من 13 عامًا البلد في حالة خراب، مع عواقب مدمرة على السكان. وفي مواجهة هذه الاحتياجات الهائلة، من الواضح أن استجابة المانحين الدوليين غير كافية، حيث لم تتم تغطية سوى 6% من الاحتياجات لعام 2024. وقد أطلقت منظمة “مهاد” عريضة للتنديد بهذه اللامبالاة من جانب المجتمع الدولي، وقد وقع عليها بالفعل أكثر من 4,795 شخصًا.
تسلط أحدث الأرقام الصادرة عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الضوء على الوضع المأساوي الذي يواجهه السوريون حاليًا:
-اللاجئونوالنازحون داخلياً: يعيش أكثر من مليوني سوري في مخيمات اللاجئين، وغالباً ما يكون ذلك في ظروف مروعة. وتعاني هذه المخيمات من الاكتظاظ ونقص الإمدادات، مع نقص في مياه الشرب والغذاء والرعاية الطبية.
-انعدام الأمن الغذائي: يعاني حوالي 3.6 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي. ومع توفر الأموال، يمكن مساعدة 625,000 منهم فقط لتجنب المجاعة.
-الحصولعلى الرعاية الصحية: نظام الرعاية الصحية في سوريا في حالة خراب. هناك ما يقرب من 160 مؤسسة صحية، بما في ذلك 46 مستشفى، مهددة بالتوقف عن العمل من الآن وحتى يونيو بسبب نقص التمويل.
لامبالاة المجتمع الدولي
على الرغم من حجم الأزمة، لا يزال المجتمع الدولي غير مبالٍ إلى حد كبير. ففي عام 2024، كان تمويل المساعدات الإنسانية لسوريا منخفضًا بشكل مثير للقلق، إذ لم يتم تلقي سوى 6% من المبلغ المطلوب والبالغ 4.07 مليار دولار أمريكي.
هذا النقص المزمن في التمويل له عواقب وخيمة. إذ يجبر التمويل غير الكافي الجهات الفاعلة في المجال الإنساني على تقليص برامجها، مما يترك ملايين الأشخاص دون مساعدة أساسية.
التماسنا: العمل على كسر حاجز الصمت
في مواجهة هذا الوضع، تطالب منظمة “مهاد” المجتمع الدولي بالتحرك العاجل. وقد أطلقت منظمتنا غير الحكومية عريضة للمطالبة باتخاذ إجراءات ملموسة وفورية: زيادة التمويل للمساعدات الإنسانية، وضمان وصول العاملين في المجال الإنساني دون عوائق، وتعبئة الرأي العام العالمي للضغط على صانعي القرار السياسي.